الإدارة عبارة عن نشاط ارتبط مع الجماعات الإنسانيّة منذ نشأتها، كما ظهر الفكر الإداريّ ضمن العديد من الحضارات، مثل الإسلاميّة، والمصريّة، والصينيّة، والرومانيّة، والبابليّة، والإغريقيّة؛ لكنّ مرور الوقت، واختفاء الحضارات القديمة، وظهور حضارات جديدة ساهموا في اتّخاذ الإدارة مكانة وأهمية كبيرة ارتبطت بإدراك الباحثين لضرورة استخدامها في تسيير كافّة الشؤون الحياتيّة.
واعتمد تطوّر الإدارة في العصر الحاليّ على الحضارة الغربيّة التي حرصت على تقسيم هذا التطور إلى خمس مدارس فكريّة رئيسيّة، وهي:
المدرسة التقليديّة (الكلاسيكيّة): هي المدرسة الإداريّة الأولى ضمن مراحل تطور الإدارة، وترى أنّه من الضرورة معاملة الأفراد مثل الآلات؛ من خلال استخدام الحوافز الماديّة؛ حيثُ ظهر هذا الأسلوب التحليلي عن طريق المفكّر الألمانيّ ماكس ويبر.
مدرسة العلاقات الإنسانيّة: هي المدرسة التي ظهرت لتعارض الفكر الكلاسيكيّ الذي ارتبط بالمفكرين ماكس وتايلور، والمعتمد على النظريّة غير الإنسانيّة في التعامل مع الموظفين، ومن أهم المفكرين الذين ساهموا في ظهور هذه المدرسة هربرت سايمون، وماري فوليت، ووالتون مايو، ووشستر برنارد، وتحث مدرسة العلاقات الإنسانيّة أنّ زيادة كفاءة الإنتاج في العمل تعتمد على التخلص من أفكار المدرسة الكلاسيكيّة؛ ممّا أدى إلى ظهور مجموعة من الاقتراحات مثل الاهتمام في دعم المستوى التعليميّ للموظفين، وتطبيق الإدارة في المشاركة، واتخاذ القرارات الجماعيّة، وغيرها من الاقتراحات الأخرى.
المدرسة التجريبيّة: هي المدرسة التي ظهرت نتيجة للانتقادات المترتّبة على مدرسة العلاقات الإنسانيّة، واهتمّت هذه المدرسة في التركيز على الأسلوب العمليّ في تطبيق الإدارة أكثر من التركيز على الأسلوب النظريّ، وترى أنّه من الممكن تعلّم الإدارة من خلال ممارستها بطريقة عمليّة أكثر من الاهتمام في الخبرة النظريّة.
مدرسة النُظم الاجتماعيّة: هي المدرسة التي ارتبطت بتأثير علماء الاجتماع على المجال الإداريّ؛ إذ اهتموا في دراسة المنظمات بصفتها وحدات اجتماعيّة تساهم في تقديم وظائف معينة في المجتمع، وتحقق تفاعلاً مع وحدات اجتماعيّة أخرى، وأيضاً تُقسّم إلى مجموعة من الوحدات الفرعيّة التي تتفاعل مع بعضها.
المدرسة المُعاصرة: هي مدرسة تمثل مزيجاً متراكماً من المبادئ، والأفكار الإداريّة التي تمّ طرحها من خلال المدارس الإداريّة السابقة؛ إذ ما زالت الأفكار التقليديّة تعتمد على الاهتمام في الجانب الاقتصاديّ، وأيضاً تجد المدرسة الإنسانيّة مكاناً لها من خلال الاهتمام بحاجات الموظفين، كما ظهرت تأثيرات مدرسة النُظم الاجتماعيّة التي اعتبرت المنشآت وحدات اجتماعيّة ذات مهام متعددة؛ حيثُ تأثّرت هذه المدرسة بكافة المفاهيم الإداريّة الخاصة بالمدارس السابقة.
2 التعليقات:
خالص الشكر و التقدير للمجهود الواضح
جزيل الشكر
إرسال تعليق